مرت لحظات من الصمت بعد أن نطق الشاب بهذه الكلمة الأخيرة، انهار خلالها جورج تماما وأخذ يبكي وينتحب ويشهق كالطفل الذي انكسرت لعبته في حين تبادلت مع إبراهيم وفهمي نظرات صامتة تمتلئ بالقلق والتوتر..
ولكن الشاب حافظ على ابتسامته وهو يخرج من السيارة قائلا بلهجة آمرة:
- اتبعوني.
ولم يكن أمامنا سوى هذا، فسيارة الشرطة توقفت خلفنا مباشرة يراقب رجالها ما يحدث وأي محاولة للهروب من الموقف قد تزيد الطين بلة دون أي فائدة.. هذا هو ما دار في رأسي حينما وجدت الشاب يلتفت إليّ ويمنحني ابتسامة غامضة وكأنه قرأ ما أفكر فيه.. استسلمنا تماما ونحن نسير خلف الشاب ودلفنا إلى المبنى فانقبضت قلوبنا في عنف.. كان شديد الهدوء والبساطة والغموض أيضا على نحو جعلني أتساءل: هل هذا المبنى بالفعل يخص المخابرات المصرية ثالث أقوى أجهزة المخابرات في العالم؟!
مر الوقت بطيئا حتى وصلنا إلى حجرة كبيرة يجلس في مقدمتها رجل أشيب وقور خلف مكتب كبير، ويتطلع إلينا في صمت بنظرات فاحصة.. جلس الشاب أمامه ثم أشار إلينا بالجلوس وهو يقول للأشيب:
- جلال.. إبراهيم.. فهمي.. وهذا هو جورج يا سيدي.
ابتسم الأشيب وهو يُخرج ورقة كبيرة من درج مكتبه ويقرأها أمامنا في هدوء:
- جلال محفوظ.. طالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة.. شديد المهارة في استخدام الكمبيوتر والانترنت.. وبالذات برامج التصميم كالفوتوشوب.. محترف في استخدام الشبكات الاجتماعية ونشر الأفكار الدعائية المختلفة وبالذات الفيس بوك.
قال الكلمة الأخيرة وهو يرمق جورج بنظرة غامضة فغاص هذا الأخير في مقعده وشحب وجهه كالموتى وقد توقف عن البكاء، في حين تابع الأشيب بنفس اللهجة:
- أما هذا فهو (فهمي أبو الفتوح).. طالب ...
استمر الرجل يقرأ في الورقة حتى وصل إلى نقطة معينة فعاد ينظر إلى جورج وتابع:
- (جورج ميلاد).. طالب متفوق بكلية الألسن جامعة القاهرة.. والمسئول عن الترجمة في ذلك الجروب الفكاهي الذي أنشأتموه سويا.. والذي استغل موقعه هذا في بعض الأمور التي لم نكن نتوقعها من شاب مصري مخلص مثله.
صاح جورج في انهيار:
- حسنا.. حسنا.. سأخبركم بكل شيء.. سأخبركم بكل شيء.
أزاح الأشيب الورقة وأنصت في اهتمام، فحاول جورج أن يتمالك نفسه ليتحدث وانتبه الشاب الذي يجلس معنا بكل حواسه، فقال جورج وهو يلوح بذراعيه في انفعال وتوتر:
- القصة من البداية رسالة انجليزية وصلتني من فتاة أمريكية تدعى (ميشيل كونواتشي).. أخبرتني فيها أنها معجبة بنشاط الجروب ومهتمة بالانضمام إليه وستدعو كل أصدقائها للانضمام فرحبت بذلك وأجبتها برسالة ترحيبية بسيطة.. في اليوم التالي أرسلت لي وقالت أنك تبدو المسيحي الوحيد في إدارة هذا الجروب لذلك فأنا أريد أن أستخدم الجروب في نشر مبادئ الديانة المسيحية باللغة الإنجليزية دون أن يتعارض هذا مع نشر مبادئ الإسلام باللغة العربية التي اهتم بها جلال.. كنت أشعر بالغيرة لأن الجروب صار إسلاميا صرفا.. حتى النشاط الفكاهي قل على نحو ملحوظ.. فوجدت في هذا فرصة لإضافة طابع جديد إلى الجروب وأرسلت إليها الموافقة مع رسالة تؤكد أنني أنا الوحيد المسئول عن النشاط الأجنبي في الجروب.. بعدها بأيام وجدتها ترسل لي طلب صداقة مع طلب لمعرفة بريدي الإلكتروني في أحد البنوك الإلكترونية لكي ترسل لي مبلغا بسيطا كعربون صداقة.. ظننت أنها تمزح لكنني أرسلت لها الإيميل بالفعل وأضفتها في برنامج المحادثة المباشرة.. وفوجئت بعدها برصيدي في بنك ألرت باي الإلكتروني يرتفع إلى 500 دولارا، اي ما يعادل تقريبا 2500 جنيه مصري! كل هذا لأنني سمحت لها بنشر ما تريد على الجروب!
قال الأشيب في صرامة غاضبة:
- ألم تفكر لحظة واحدة لماذا تهتم الفتاة بمنحك كل هذا المبلغ مقابل أمر تافه كهذا؟!
صاح جورج:
- كان الأمر كله لا يدعو للشك، فقد كانت تنشر بالفعل جمل مقدسة من الإنجيل أو حكم مسيحية بسيطة، حتى بدأت في نشر تلك الرموز.. رموز لم افهمها مطلقا، فأرسلت إليها كي أستفهم عن معناها وأجابتني ببساطة: لا تقلق سيكون كل شيء على ما يرام.
ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتيّ الأشيب وهو يقول:
- بل قل أنها أرسلت لك صورتها ومعها بعض العبارات الرقيقة، مثل: لا تقلق يا عزيزي، أو مجموعة من الورود ومعها كلمة واحدة.
ومال نحوه مضيفا في صرامة مباغتة:
- أحبك.. أليس كذلك؟!
لم ينجح جورج في ابتلاع ريقه وهو يغمغم في عصبية:
- أنتم تعلمون كل شيء إذن!
التقط الأشيب ورقة أخرى من درج مكتبه وقال:
- ربما نعلم أكثر مما تتصور يا جورج.. (ميرا إيتان) فتاة إسرائيلية انضمت إلى تنظيم إرهابي جديد منذ فترة قصيرة، انتحلت خلالها أربعة شخصيات بأربعة جنسيات مختلفة، آخرهم شخصية الفتاة الأمريكية الفاتنة (ميشيل كونواتشي) التي كنت تتحدث معها يا جورج.
اتسعت عينا جورج في ارتياع ورعب رهيب هذه المرة فأضاف الأشيب:
- أما هذه الرموز فهي عبارة عن إشارات لتنفيذ عمليات إرهابية.. داخل مصر.
***
جلس فهمي مع إبراهيم في ركن منزلي يتحدثان في همس وهما ينظران إلى جورج الذي يجلس أمام شاشة الكمبيوتر وأنا أجلس بجواره أتابع ما يفعله في اهتمام، وقال فهمي متوترا:
- هل تظن أن الأمور ستمر بسلام؟
ضغط إبراهيم يده وهو يقول في حسم:
- اطمئن يا صديقي.. إنني لم أر أحدا أكثر دقة ومهارة من هؤلاء الرجال.. هذا الشاب انتحل شخصية جورج حتى أنني ظننته جورج الحقيقي.. لن ينتبه أحد إلى أن هذا الشاب ليس جورج، ولن يتخيل أحد أن جلال الضعيف في اللغة الإنجليزية سيتحدث كالأمريكان تماما خلال أسبوع واحد من خلال هذا الكورس التدريبي المكثف على يد أفضل الأساتذة والمتخصصين.
تساءل فهمي في قلق:
- وهل تظن أن هذه المنظمة الإرهابية لن تنتبه إلى حقيقته حينما نستدرجها لتجنيده؟
هز إبراهيم كتفيه وغمغم:
- أتعشم ألا يحدث هذا، فجلال شديد الذكاء والمهارة وهو الأجدر للقيام بهذه المهمة.
وتألقت عيناه مضيفا:
- لقد اقسمنا جميعا على بذل كل غال ورخيص حتى ننجح بإذن الله.. من أجل مصر.
***
تعلقت عيناي بأصابع جورج وهو يعمل بمهارة فائقة على الكمبيوتر ويتابع الجروب في نشاط وقلت له هامسا:
- هل تشرب فنجانا من القهوة يا سيادة المقد...
قاطعني بسرعة:
- أطبق فمك يا فتى.. أنا جورج.. إياك أن تنسى هذا.
ابتلعت ريقي ثم كررت:
- هل أعد لك فنجانا من القهوة؟
ابتسم في هدوء وقال:
- شكرا.. لا داعي.
كان يراجع الرسائل التي دارت بين جورج وميشيل في سرعة ودقة ثم بدأ يرسل لها رسالة جديدة بالإنجليزية، فقلت له في قلق:
- هل تظن أنها لن تكشف أمرك؟
هز رأسه وأجاب:
- محال.. لن تكشف شيئا بإذن الله.
مرت دقائق طويلة من الصمت حتى أرسلت ميشيل ردا على الرسالة، ففتحه جورج في سرعة وقرأه في اهتمام ثم ابتسم في ظفر، فسألته في لهفة دون أن أنتبه هذه المرة إلى أنني أستخدم لقبه الرسمي:
- ماذا حدث يا سيادة المقدم؟
تراجع في مقعده واتسعت ابتسامته في ارتياح ثم أجاب:
- إنهم يريدونني أن أقوم بالإشراف على الصفقة التالية.. وسنوقع بهم بإذن الله.
ثم التفت إليّ وربت على كتفيّ قائلا في ثقة:
- وبعد أسبوع واحد ستكون أنت ورقتنا الرابحة في قلب هذه المنظمة يا جلال.
وانقبض قلبي بين ضلوعي بمنتهى العنف.. والفزع..
ولكن الشاب حافظ على ابتسامته وهو يخرج من السيارة قائلا بلهجة آمرة:
- اتبعوني.
ولم يكن أمامنا سوى هذا، فسيارة الشرطة توقفت خلفنا مباشرة يراقب رجالها ما يحدث وأي محاولة للهروب من الموقف قد تزيد الطين بلة دون أي فائدة.. هذا هو ما دار في رأسي حينما وجدت الشاب يلتفت إليّ ويمنحني ابتسامة غامضة وكأنه قرأ ما أفكر فيه.. استسلمنا تماما ونحن نسير خلف الشاب ودلفنا إلى المبنى فانقبضت قلوبنا في عنف.. كان شديد الهدوء والبساطة والغموض أيضا على نحو جعلني أتساءل: هل هذا المبنى بالفعل يخص المخابرات المصرية ثالث أقوى أجهزة المخابرات في العالم؟!
مر الوقت بطيئا حتى وصلنا إلى حجرة كبيرة يجلس في مقدمتها رجل أشيب وقور خلف مكتب كبير، ويتطلع إلينا في صمت بنظرات فاحصة.. جلس الشاب أمامه ثم أشار إلينا بالجلوس وهو يقول للأشيب:
- جلال.. إبراهيم.. فهمي.. وهذا هو جورج يا سيدي.
ابتسم الأشيب وهو يُخرج ورقة كبيرة من درج مكتبه ويقرأها أمامنا في هدوء:
- جلال محفوظ.. طالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة.. شديد المهارة في استخدام الكمبيوتر والانترنت.. وبالذات برامج التصميم كالفوتوشوب.. محترف في استخدام الشبكات الاجتماعية ونشر الأفكار الدعائية المختلفة وبالذات الفيس بوك.
قال الكلمة الأخيرة وهو يرمق جورج بنظرة غامضة فغاص هذا الأخير في مقعده وشحب وجهه كالموتى وقد توقف عن البكاء، في حين تابع الأشيب بنفس اللهجة:
- أما هذا فهو (فهمي أبو الفتوح).. طالب ...
استمر الرجل يقرأ في الورقة حتى وصل إلى نقطة معينة فعاد ينظر إلى جورج وتابع:
- (جورج ميلاد).. طالب متفوق بكلية الألسن جامعة القاهرة.. والمسئول عن الترجمة في ذلك الجروب الفكاهي الذي أنشأتموه سويا.. والذي استغل موقعه هذا في بعض الأمور التي لم نكن نتوقعها من شاب مصري مخلص مثله.
صاح جورج في انهيار:
- حسنا.. حسنا.. سأخبركم بكل شيء.. سأخبركم بكل شيء.
أزاح الأشيب الورقة وأنصت في اهتمام، فحاول جورج أن يتمالك نفسه ليتحدث وانتبه الشاب الذي يجلس معنا بكل حواسه، فقال جورج وهو يلوح بذراعيه في انفعال وتوتر:
- القصة من البداية رسالة انجليزية وصلتني من فتاة أمريكية تدعى (ميشيل كونواتشي).. أخبرتني فيها أنها معجبة بنشاط الجروب ومهتمة بالانضمام إليه وستدعو كل أصدقائها للانضمام فرحبت بذلك وأجبتها برسالة ترحيبية بسيطة.. في اليوم التالي أرسلت لي وقالت أنك تبدو المسيحي الوحيد في إدارة هذا الجروب لذلك فأنا أريد أن أستخدم الجروب في نشر مبادئ الديانة المسيحية باللغة الإنجليزية دون أن يتعارض هذا مع نشر مبادئ الإسلام باللغة العربية التي اهتم بها جلال.. كنت أشعر بالغيرة لأن الجروب صار إسلاميا صرفا.. حتى النشاط الفكاهي قل على نحو ملحوظ.. فوجدت في هذا فرصة لإضافة طابع جديد إلى الجروب وأرسلت إليها الموافقة مع رسالة تؤكد أنني أنا الوحيد المسئول عن النشاط الأجنبي في الجروب.. بعدها بأيام وجدتها ترسل لي طلب صداقة مع طلب لمعرفة بريدي الإلكتروني في أحد البنوك الإلكترونية لكي ترسل لي مبلغا بسيطا كعربون صداقة.. ظننت أنها تمزح لكنني أرسلت لها الإيميل بالفعل وأضفتها في برنامج المحادثة المباشرة.. وفوجئت بعدها برصيدي في بنك ألرت باي الإلكتروني يرتفع إلى 500 دولارا، اي ما يعادل تقريبا 2500 جنيه مصري! كل هذا لأنني سمحت لها بنشر ما تريد على الجروب!
قال الأشيب في صرامة غاضبة:
- ألم تفكر لحظة واحدة لماذا تهتم الفتاة بمنحك كل هذا المبلغ مقابل أمر تافه كهذا؟!
صاح جورج:
- كان الأمر كله لا يدعو للشك، فقد كانت تنشر بالفعل جمل مقدسة من الإنجيل أو حكم مسيحية بسيطة، حتى بدأت في نشر تلك الرموز.. رموز لم افهمها مطلقا، فأرسلت إليها كي أستفهم عن معناها وأجابتني ببساطة: لا تقلق سيكون كل شيء على ما يرام.
ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتيّ الأشيب وهو يقول:
- بل قل أنها أرسلت لك صورتها ومعها بعض العبارات الرقيقة، مثل: لا تقلق يا عزيزي، أو مجموعة من الورود ومعها كلمة واحدة.
ومال نحوه مضيفا في صرامة مباغتة:
- أحبك.. أليس كذلك؟!
لم ينجح جورج في ابتلاع ريقه وهو يغمغم في عصبية:
- أنتم تعلمون كل شيء إذن!
التقط الأشيب ورقة أخرى من درج مكتبه وقال:
- ربما نعلم أكثر مما تتصور يا جورج.. (ميرا إيتان) فتاة إسرائيلية انضمت إلى تنظيم إرهابي جديد منذ فترة قصيرة، انتحلت خلالها أربعة شخصيات بأربعة جنسيات مختلفة، آخرهم شخصية الفتاة الأمريكية الفاتنة (ميشيل كونواتشي) التي كنت تتحدث معها يا جورج.
اتسعت عينا جورج في ارتياع ورعب رهيب هذه المرة فأضاف الأشيب:
- أما هذه الرموز فهي عبارة عن إشارات لتنفيذ عمليات إرهابية.. داخل مصر.
***
جلس فهمي مع إبراهيم في ركن منزلي يتحدثان في همس وهما ينظران إلى جورج الذي يجلس أمام شاشة الكمبيوتر وأنا أجلس بجواره أتابع ما يفعله في اهتمام، وقال فهمي متوترا:
- هل تظن أن الأمور ستمر بسلام؟
ضغط إبراهيم يده وهو يقول في حسم:
- اطمئن يا صديقي.. إنني لم أر أحدا أكثر دقة ومهارة من هؤلاء الرجال.. هذا الشاب انتحل شخصية جورج حتى أنني ظننته جورج الحقيقي.. لن ينتبه أحد إلى أن هذا الشاب ليس جورج، ولن يتخيل أحد أن جلال الضعيف في اللغة الإنجليزية سيتحدث كالأمريكان تماما خلال أسبوع واحد من خلال هذا الكورس التدريبي المكثف على يد أفضل الأساتذة والمتخصصين.
تساءل فهمي في قلق:
- وهل تظن أن هذه المنظمة الإرهابية لن تنتبه إلى حقيقته حينما نستدرجها لتجنيده؟
هز إبراهيم كتفيه وغمغم:
- أتعشم ألا يحدث هذا، فجلال شديد الذكاء والمهارة وهو الأجدر للقيام بهذه المهمة.
وتألقت عيناه مضيفا:
- لقد اقسمنا جميعا على بذل كل غال ورخيص حتى ننجح بإذن الله.. من أجل مصر.
***
تعلقت عيناي بأصابع جورج وهو يعمل بمهارة فائقة على الكمبيوتر ويتابع الجروب في نشاط وقلت له هامسا:
- هل تشرب فنجانا من القهوة يا سيادة المقد...
قاطعني بسرعة:
- أطبق فمك يا فتى.. أنا جورج.. إياك أن تنسى هذا.
ابتلعت ريقي ثم كررت:
- هل أعد لك فنجانا من القهوة؟
ابتسم في هدوء وقال:
- شكرا.. لا داعي.
كان يراجع الرسائل التي دارت بين جورج وميشيل في سرعة ودقة ثم بدأ يرسل لها رسالة جديدة بالإنجليزية، فقلت له في قلق:
- هل تظن أنها لن تكشف أمرك؟
هز رأسه وأجاب:
- محال.. لن تكشف شيئا بإذن الله.
مرت دقائق طويلة من الصمت حتى أرسلت ميشيل ردا على الرسالة، ففتحه جورج في سرعة وقرأه في اهتمام ثم ابتسم في ظفر، فسألته في لهفة دون أن أنتبه هذه المرة إلى أنني أستخدم لقبه الرسمي:
- ماذا حدث يا سيادة المقدم؟
تراجع في مقعده واتسعت ابتسامته في ارتياح ثم أجاب:
- إنهم يريدونني أن أقوم بالإشراف على الصفقة التالية.. وسنوقع بهم بإذن الله.
ثم التفت إليّ وربت على كتفيّ قائلا في ثقة:
- وبعد أسبوع واحد ستكون أنت ورقتنا الرابحة في قلب هذه المنظمة يا جلال.
وانقبض قلبي بين ضلوعي بمنتهى العنف.. والفزع..