مملكة الإبداع

إنها مملكة أهديها إلى أعز الناس، وأحب الناس، وأغلى الناس، فهي من أرشدتني إلى إنشائها وإليها أهدي كل الكلمات..

قضبان من نار.. ثاني عمل مشترك لـ "محمد فخري" و "كارمن".. الفصل الأول



تسللت أشعة الشمس في رفق من نافذة غرفة مكتب باحث الفيروسات المصري الشاب الشهير "محمود سيف الدين" في العاصمة الأمريكة "واشنطن" , ولوهلة لم يبدو أي أثر للحياة في تلك الغرفة ثم لم تلبث أن انطلقت تنهيدة قوية من صدر دكتور محمود قائلا:
- كم أفتقد شمس مصر!

تعالت عدة طرقات متوالية علي باب الغرفة فأجاب بهدوء:
- تفضل.
انفرج الباب بهدوء وطالعه وجه زميله دكتور "فيليب" الصديق المقرب الوحيد له منذ 5 سنوات في "واشنطن" منذ أن أتي ليكمل بعض الابحاث التي قد بدأها في مصر وعندما جاءته تلك الفرصة لم يكن هناك مجال للرفض حيث قدم له مركز الأبحاث هذا كل التسهيلات اللازمة لإكمال بحثه..

دخل زميله الحجرة وداعبه قائلا:
- صباح الخير ياصديقي العزيز، أما زلت تراقب شروق الشمس يوميا كعادتك؟

ارتسمت ابتسامة حزينة علي وجهه وتنهد مجيبا:
- كل تلك السنوات ولم اعتد بعد الحياة هنا! افتقدت منزلي وأسرتي, أوحشني جو مصر الحبيبة.

صمت قليلا ثم استطرد قائلا:
- دعك من هذا الان, ماذا لدينا اليوم؟

اتجه صديقه الي الباب قائلا:
- سأعود إلي معملي.. هناك بعض الاعمال ينبغي انجازها اليوم..

ثم توقف قليلا واستدار قائلا:
- ما رأيك في جولة سريعة؟

أجابه قائلا:
- ما رأيك أنت بتناول الإفطار في الحديقة مع كوبين من النسكافيه؟

وافق بإيماءة من رأسه قائلا:
- ولكن علي الذهاب إلي المعمل أولا.. سألقي نظرة سريعة ونذهب فورا.

اتجه بدوره ناحية الباب قائلا :
- هيا بنا

سار دكتور محمود بجانب صديقه فيليب في أرجاء المركز واضعا يديه في جيب معطفه الابيض وهما يتجهان إلي الطابق الثالث حيث معمل فيليب واثناء سيرهما مر فيليب علي زميلهما دكتور "إيزاك" الذي يتميز بقامته الطويلة وابتسامته الدائمة الخبيثة، في معمله، وقال مداعبا:
- صباح الخير إيزاك كيف حال فيروساتك اليوم؟

ابتسم إيزاك ابتسامة صفراء كعادة شعبه قائلا:
- في خير حال يا صديقي.

ثم ألقي نظرة علي دكتور محمود بطرف عينه وأكمل:
- ربما قبل دقائق..

كانت من ضمن الأشياء التي تؤرق محمود هو اضطراره للاحتكاك بذلك المدعو إيزاك يوميا ولا زال يتساءل في حيرة لمَ اختارو هذا الشخص بالذات لوضع حجرته بجانبه؟!

مط شفتيه بحيرة عندما تسلل السؤال مرة أخري إلي أفكاره وجال ببصره في أرجاء الحجرة محاولا طرد تلك الفكرة من عقله، فوقعت عيناه علي تلك الشريحة المعروضة علي البروجيكتور، فسارع إيزاك بإغلاق الحاسوب قائلا بخبث:
- عذرا يا صديقي إنها أبحاث سرية , أليس لكل عالم هنا حق الاحتفاظ بسرية ابحاثه؟

سارع فيليب بانهاء هذا الحوار السخيف قبل ان يتحول الي اشتباك حاد قائلا:
- سأتركك الان مع فيروساتك وأراك من جديد.. إلى اللقاء إيزاك.

لوح بكفه فاشاح إيزاك بوجهه قائلا بعد انصرافهما:
- لست ادري لما يصر فيليب دائما علي اصطحاب هذا المخبول؟!

شرد محمود ببصره وهو جالس علي مائدة وسط حديقة مركز الأبحاث فصاح فيليب:
- أين ذهبت؟! إنني اتحدث لنفسي منذ نصف ساعة تقريبا.

أدار محمود بصره اليه قائلا:
- إنني هنا.

مط شفتيه في حيرة قائلا:
- أما زال ذاك اللقاء الفاتر بإيزاك يزعجك؟

أجابه في ضيق:
- أنت تعلم أننا لم ولن نكون أبدا علي وفاق مع هؤلاء القوم.

تساءل فيليب في حيرة:
- حتي بعد اتفاقيات السلام بين دولتيكما؟؟

أجابه محمود في عصبية:
- منذ متي وهم يلتزمون باتفاقيات او يوفون بعهود، ألا تري ان إجابتك تكمن في سؤالك ذاته؟

ثم عاد يشيح بوجهه في ضيق..

قال فيليب معتذرا:
- انا آسف ياصديقي، لم اقصد اثارة ضيقك.

أجابه محمود:
- لا عليك، أنا الذي يجب عليه الاعتذار, آسف حقاً لعصبيتي المبالَغ فيها لكنه يثير ضيقي إلى أبعد الحدود.

نهض فيليب قائلا:
- إذن هيا بنا لنبدأ برنامجنا اليوم..

2 التعليقات:

ماشاء الله ..
بداية رائعة وموفقة بإذن الله ..
أبارك لكما العمل الجديد .. كنا في شوق إلى رؤية عمل مشترك مرة أخرى ..

بارك الله لكما في قلميكما وفكركما ,,
خالص احترامي وتقديري ..

 

جزاكم الله خيرا يا باشمهندسة..

البداية موفقة بإذن الله بمرورك وبتشجيعك الذي اصبحنا نألفه وننتظره ونأنس به دوما..

بارك الله فيكم ،،

 

إرسال تعليق