مملكة الإبداع

إنها مملكة أهديها إلى أعز الناس، وأحب الناس، وأغلى الناس، فهي من أرشدتني إلى إنشائها وإليها أهدي كل الكلمات..

من سىء إلى أسوأ !!

استنكر الكثيرون ممن أثق فى آرائهم ورجاحة عقولهم وإنصافهم، استنكرو موقفى تجاه التعديلات الدستورية منذ البداية، وحتى إصدار الإعلان الدستورى اليوم، فلقد بدا الأمر جيدا إلى حد كبير ومتماشيا مع تطلعات الغالبية من الشعب المصرى، وبدا موقفى أنا وغيرى ممن يرفضون الأمر منذ بدايته وحتى الآن غريبا وغير مبرر..

اليوم أكتب هذه الكلمات القصيرة حتى أسأل من يستنكرون موقفى بعض الأسئلة البسيطة ونبحث عن إجاباتها سويا:
- الإعلان الدستورى اشتمل على 62 مادة فلماذا تم الاستفتاء على تعديل بضعة مواد فقط؟؟
- من أين جاء الإعلان الدستورى بباقى المواد التى لم يشملها الاستفتاء؟ هل جاء بها من دستور 1971 الذى فقد شرعيته تماما باعتراف القوات المسلحة نفسها أم أنها مواد جديدة تماما؟؟
- بفرض أنها من مواد دستور 71 هل يقبل الشارع المصرى ذلك؟
- وبفرض أنها مواد جديدة، لماذا لم يشملها الاستفتاء أم أن هذه المواد التى تزيد عن 52 مادة كلها مواد "فوق دستورية" لا يجوز للشعب أن يشارك فى قبولها أو رفضها؟؟
- وأيضا، لو كانت هذه مواد جديدة، أيهما أفضل: أن يتم وضع 52 مادة جديدة لإصدار إعلان دستورى أم يتم إلغاء الدستور القديم وإصدار دستور جديد يحتوى على ضعف عدد هذه المواد ثم يتم إنتخاب السلطة التشريعية ورئيس الدولة بعد وضع الدستور الجديد؟؟
- نقطة أخرى مهمة للغاية، جميعنا يعلم أن رئيس الجمهورية يجب أن تكون له سلطات وصلاحيات محددة (قبل) توليه لمنصبه، وكلمة قبل هذه تحتها مليون خط، إذ كيف يمكن لرجل أن يعمل بوظيفة ما دون أن يتم تحديد دوره وصلاحياته أولا؟؟ الدستور يا أصدقائى هو عقد العمل بين رئيس الدولة وبين الشعب، ولا عمل دون عقد، وإلا كان تهريجا !!
- وبناء على ذلك، لماذا لم يشتمل الإعلان الدستورى على تفاصيل دقيقة لسلطات رئيس الدولة، أم أن الرئيس سيتولى حكم مصر ثم يجلس فى بيته حتى يتم وضع الدستور وبعدها يستدعونه لممارسة مهام منصبه ؟!
- ما زال هناك 50 % من السلطة التشريعية من العمال والفلاحين، وهى طبقات فشلت على مدار أعوام وأعوام فى التواصل مع الحكومة والتعبير عن إرادة الشعب، بالله عليكم كيف يمكن للفلاحين أن يعبروا عن آرائهم فى تعديل دستورى أو قانون للأراضى أو للطوارئ أو للتعليم أو أو أو .. هذا خطأ فاحش وقعت فيه الحكومة قديما واستغله الإخوان المسلمون فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية السابق للتأثير على عامة الشعب وإقناعه والهيمنة على فكره وإرادته، لأن الغالبية العظمى من هذا القطاع بمنتهى البساطة لم يتلقوا التعليم اللازم ولا يمتلكون الخبرة الكافية لتحديد مصير الوطن
- لن أتطرق لموضوع كوتة المرأة حتى يكون كلامى محددا ومركزا حول نقطة محددة..

إلى كل من يحب هذا الوطن، أنظروا حولكم تجدون مئات الفاسدين الذيم دمروا مصر على مدار سنوات لا يزالون أحرارا يحاولون إجهاض الثورة، وعلى رأسهم الشريف وعزمى وسرور وسرايا وغيرهم، هذا بالإضافة إلى رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ومسئولي التلفزيون المصرى، الذين اشتركوا أثناء حكم مبارك فى إشاعة الفوضى وتضليل الناس، وكل هؤلاء لم يقفوا عند حدهم ولم تتم محاسبتهم ومحاكمتهم بعد..

لا يوجد استقرار، ولن يوجد استقرار إلا بعد أن يتم تطهير البلاد تماما من هؤلاء!
إنهم يشعلون الحرائق، يدمرون المنشآت، يزرعون الفتنة بين أبناء الوطن، يبثون أفكارهم المسمومة فى كل مكان، يحاولون التفرقة بين المسلم والقبطى، بين الرجل والمرأة، يحاولون تمزيق الوطن بكل قوتهم انتقاما ممن سلبهم مناصبهم التى حصلوا عليها فوق دماء وجثث وأشلاء أبناء مصر !!

وفى هذه الظروف التى نعيشها جميعا لا يمكن أن نحقق الأمن والأمان والاستقرار، وطالما فقدنا الأمان فسنفقد العمل، وبالتالى سنفقد الإنتاج ولن تعود الحياة إلى طبيعتها إلا إذا تمت محاكمة كل فاسد وعلى رأسهم مبارك وأسرته ..

ولكل ما سبق أقول وبكل قوة، أن الخطوة الأولى حتى نتجنب طريق (من سىء إلى أسوأ) أن تسارع القوات المسلحة فى إجراءات محاكمة الفاسدين واسترداد المليارات المنهوبة من الشعب المصرى، فهذا وحده يمكن أن يفتح الطريق للاستقرار مرة أخرى..

كما أؤكد على أن الإعلان الدستورى يعد فى حد ذاته دستورا جديدا، لكنه للأسف لم يلغِ العمل بالدستور السابق، ولم يستفتِ الشعب فى كل مواده، ويسمح للرئيس بتولى صلاحياته قبل وضع الدستور الجديد فعليا، ولهذه الأسباب فإن طريق تعديل الدستور ثم الإعلان الدستورى هو طريق خاطئ منذ اللحظة الأولى، وكل ما سيقود إليه دوامة كبيرة بها مئات الثغرات نخرج من واحدة لنسقط فى الأخرى، وأرجو أن تعود بعينيك إلى الأسئلة التى ذكرتها فى بداية المقال لكى تدرك جيدا ماذا أعنى!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

إخوان الشيطان !!

فى الأيام الأخيرة للطاغية "مبارك" - الذى أكره التحدث عنه فى الواقع - وفور أن شعرت بنبض الشارع المصرى الذى خرج بالملايين واتحد كله تحت هدف واحد وشعار واحد، أدركت أن ساعات هذا الرجل فى الحكم أصبحت معدودة فأمسكت بالقلم والورقة وشرعت أكتب أفكارى فيمن أتمنى أن يحكم بلدى ..

لقد أيقظت هذه الأيام فى أعماقى الكثير من المشاعر الوطنية التى لم أكن أتصور أنها موجودة داخلى، لم أكن أتخيل أننى قادر على المشاركة فى مظاهرة مليونية، قادر على الصياح دون خوف، قادر على الصراخ فى وجه الظلم دون تردد، جعلتنى هذه الأيام أكسر كل الحواجز الزائفة التى نمت فى أعماقى على مدار سنوات طويلة..

ومع حركة القلم، بدأت أرسم صورة جميلة للشعب المصرى نفسه الذى رأيت فيه أكثر مما كنت أحلم أن أرى، رأيت بعين الخيال مكانا آخر يمتلئ بالعدل والرحمة والمساواة والإخاء والحب والمودة والشجاعة فى الحق، رأيت بعين الخيال رئيس الجمهورية وهو يتحرك على قدميه بين الناس دون حراسة فيضحك مع هذا ويستمع إلى ذاك، فارتسمت على شفتىّ ابتسامة باهتة وقلت فى خفوت: رحمك الله يا أمير المؤمنين!

كان سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يفعل ذلك.. كان يجلس تحت ظل شجرة فى بساطة وهو من يستطيع أن يكون سيد عصره بلا منازع.. يسير على هدى النبى صلى الله عليه وسلم الذى جاءه رجل يرتعد خوفا فقال له مع ابتسامة واسعة رائقة صافية جميلة لم تكن تفارق وجهه: هون عليك فإنى لست بملك.. إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد! - أى
اللحم المقدد هو لحم محفوظ عن طريق تجفيف اللحوم اما بعرضها على الشمس أو على نار الفحم -

وأذكر جيدا أننى افترضت أن الأخوان المسلمين قد ينجحون فى الوصول إلى الحكم وأخذت أسترجع ما قرأته عن هذه الحركة منذ ظهورها على يد الشيخ حسن البنا فى الاسماعيلية وما شهدته من قمع ومعاداة من جانب عبد الناصر والسادات من بعده ثم على يد الطاغية الأكبر، وكيف أنها بدأت بشكل مثالى ثم بدأت فى الانحدار التدريجي حتى سمعت أحدهم يوما يقول: لو كان البنا حيا يُرزَق لتبرأ منهم!

ولكن بمقاييس العقل كانت هذه الحركة هى الأمثل للنهوض بالبلاد من حالة الفساد العامة التى حلت بها، كنت أعلم أن أهداف الإخوان قد انحدرت إلى أسوأ مستوى ممكن، وأنهم يريديون فقط إثبات قدراتهم وتأثيرهم ونفوذهم للعالم أجمع ليعوضوا سنوات القمع التى عاشوها كثيرا وطويلا، وأن هذا قد أنساهم الشعار الذى عاش قادتهم وماتوا من أجله: الإسلام!.. وفى الوقت نفسه ولأن الساحة لم يكن فيها من هو أفضل تمنيت أن يكون للإخوان دورا بارزا فى المرحلة القادمة..

وتمر الأيام ويقترب موعد استفتاء تعديل الدستور ويقفز ذهولى إلى ذروته وتتوالى الطعنات عندما أكتشف فجأة أن أحقر الأهداف الدنيوية أفضل آلاف المرات من ذلك الأسلوب الرخيص الذى اتبعته جماعة كنت على وشك أن أمنحها ثقتى وأدعو لها بالتوفيق..

فبمنتهى الصفاقة بدأت قادة الجماعة فى استخدام ثقة العامة بهم والخطاب الدينى الدعوى الذى يكن له الشعب المصرى الكثير من الاحترام فى ربط الدين بالسياسة بطريقة أقل ما يُقال عنها أنها رخيصة، وبدأوا فى اقناع الجميع بأن الموافقة على التعديلات أمرا شرعيا والشرع برىء من ذلك، وأن رفض التعديلات يعنى فقد مصر لهويتها الإسلامية ومصر بريئة من ذلك!! وفهمت اللعبة بمنتهى البساطة، فالإخوان يريدون أن - يقرصوا - آذان من يعارضونهم أو يتجاهلون وجودهم على الساحة بشكل عملى أى أنهم يقولون: نحن هنا لا تتجاهلوننا وإلا ستندمون! يا حركة ائتلاف شباب الثورة يا قوى سياسية مختلفة بدأت تقوى وتشتد على الساحة السياسية فى مصر، نحن هنا !

وفى سبيل إثبات الوجود حطم الإخوان كل القيم الأخلاقية التى قامت عليها جماعتهم والتى تتمثل فى عدم إقحام الدين للوصول إلى أهداف دنيوية، واستغلوا بساطة العامة وفقرهم العلمى والثقافى، والظروف الاقتصادية الصعبة جدا التى يمر بها الناس لكى يزينوا أمامهم وعودا زائفة واهية بأن الموافقة تعنى عودة الاستقرار والأمن والأمان واحتفاظ مصر بهويتها الإسلامية، وبدأوا فى التأثير فى شيوخ وعلماء السلف الذين يعلمون أن لهم تأثيرا وشعبية كبيرة عند الشعب المصرى وخدعوهم - بسذاجة لم أكن أتوقعها - بأن رفض التعديلات يعنى سقوط المادة الثانية من الدستور - التى لا يستطيع سوبر مان نفسه أن يسقطها - فثارت ثائرة السلف وقفز علماؤهم إلى المنابر يلقون فى مسامع الناس كلماتهم الرنانة بوجوب الموافقة لحماية الإسلام وقدموا للإخوان ما يريدونه على طبق من ذهب، ومنحوهم فرصتهم فى الاشتراك بنسبة لن تقل عن 25% من السلطة التشريعية المنتخبة التى ستعتمد الدستور الجديد للبلاد والتى سترشح - قطعا - أحد ممثليها لمنصب الرئاسة، ولو حدث واكتملت خطتهم الحقيرة للوصول إلى الحكم فسنجد رجلا أشد على مصر من ألف مبارك وسنعود إلى الوراء بحق مئات الأعوام والسنين ..

أيها الإخوان المسلمون .. أنتم إخوان الشيطان !!

بقلمى / محمد فخرى

تمـــرد !

هل اختبرتم من قبل شعور التمرد؟!

إنه شعور قوى إلى درجة مفزعة، قادر على السيطرة عليك فى لحظات، قادر على توجيهك إلى أى شىء وبعيدا عن أى شىء، شعور يجمع بين الضيق والأمل فى الوقت نفسه، تشعر معه بالثورة على كل شىء حولك، وتشعر كذلك بالأمل فى أن الغد قد يحمل معه مستقبل أفضل..

إنه شعور خانق بكل ما تحمله الكلمة من معان، حقيقة لا أريد أن يتملكنى أو يسيطر على عقلى، لقد أجبرت نفسى طوال سنوات ماضية على النظر إلى الأمام، والأمام فقط، الآن وفور أن يتملكنى هذا الشعور أجدنى أقلب فى دفاتر الماضى فأندم على هذا وأكره ذاك ويزداد حنينى لشىء ثالث، وهكذا بلا نهاية..

حقا، هذا الشعور كالبحر الهائج، يذكرنى بالبحار التى فجرها تسونامى منذ أيام قليلة فى أوجه البشر المساكين فحطم عظمتهم الزائفة ودمر ما صنعوه فى عقود طويلة، وحمل لمحة بسيطة من قدرة الخالق عز وجل..
لذا، حاولت أن أستعيد السيطرة على نفسى، لن أتمرد فأغرق وتنتشلنى الأمواج من عالمى هذا لتقذف بى إلى عالم ملىء بالألم والندم والخوف..

أعود فى هذه اللحظات إلى حيث بدأت، أعود إلى الهدوء والسكينة والاطمئنان، أعود إلى المشاعر التى لا تساويها كنوز الأرض، أستعيد نفسى فى بطء فأتنهد من أعمق أعماق صدرى..
وأبتسم..

ما الذى يثير قلقى بشأن التعديلات الدستورية القادمة؟؟

اقتربت اللحظة التى نتنسم فيها نسائم الديمقراطية والحرية فى بلدنا الحبيبة، كلما تقترب تلك اللحظة التى سيتوجه فيها الشعب المصرى بكل طوائفه وميوله واتجاهاته للإدلاء بصوته فى تعديل الدستور المصرى الذى ظل جاثما على صدور الجميع لسنوات طوال لا حصر لها ، كلما شعرت بنشوة وفخر لأننى مصرى!

أيام قليلة للغاية بمقاييس التاريخ تلك التى انهار فيهاعرش طاغية مصر الذى أذاق الشعب مرارة الذل وهوان الضعف والجوع والفقر.. أيام قليلة حق فيها قول الله سبحانه وتعالى فى عباده الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.. أيام قليلة جنينا بعدها ثمار الوحدة.. ثمار التضحية من أجل هذا الوطن.. ثمار قطفناها جميعا مع رحيل مبارك وسقوط العادلى وعز وجرانة وغيرهم.. وكشف الفساد واستئصاله.. وأخيرا مع حل جهاز أمن الدولة الذى فعل بمصر أكثر مما فعله الاحتلال الإنجليزى نفسه!!

نعيش معا لحظات فارقة فى تاريخ مصر.. لحظات لم يعد فيها شبح الخوف جاثما على الصدور.. لحظات أصبح لك الحق فيها أن تقول رأيك بكل حرية وبكل صدق وحب لهذا الوطن.. لحظات تشعر فيها بأنك بالفعل مواطن مصرى لك رأى يحترمه الجميع ويقدره.. تشعر فيها بأنك من يحدد مسار هذا البلد ويقود حريته وكرامته إلى شاطئ الأمان ..

لم يكن أبدا اختلاف وجهات نظرنا بين "نعم" و "لا" هو مصدر قلقى من ذلك الاستفتاء، ولم يكن أبدا اختلاف الشعب المصرى بين مؤيد ومعارض بالأمر المقلق، فجميعنا فى النهاية نهدف إلى تحقيق الاستقرار لهذا الوطن، جميعنا سنخدمه ونبذل كل غال ونفيس من أجله أيا كانت نتيجة الاستفتاء ومهما حدث فى المستقبل، أشعر حقا أن الأمر لا يجب أن يثير فى نفوسنا جميعا إلا الراحة وسيضىء فى عيوننا الأمل لغد مشرق، ولكن شعورى بالقلق هذه المرة أمر عقلى تماما ولا علاقة للمشاعر الطارئة به ..

أشعر بالقلق - ببساطة - لأن الشعب المصرى لم يتفهم الديمقراطية الحقيقية بعد، لا يزال يشعر بأن كل ما حدث مجرد تغييرات طارئة ولن تلبث البلد أن تعود لما كانت عليه، يحلم بعودة الأمن والأمان لكل نواحى مصر فى حين يظل على حاله من فوضى وتخبط ورشاوى وغش وتضليل وكسل وتراخى، انحطاط أخلاقى قاتل يعانيه الشارع المصرى، لم تنجح الثورة حتى الآن فى علاجه لأنه نابع من عادات توارثها الناس على مدار أجيال وأجيال، يشعر الجميع بالمتعة حينما يتحدثون عن فجر جديد قادم ويبثون روح التفاؤل فيمن حولهم فى حين يظلون هم أنفسهم غارقين فى مستنقع من الفساد لا تبدو له نهاية!

أيها الشعب المصرى العظيم، لقد حارب شبابنا وأبناؤنا من أجل غد أفضل لنا جميعا، راقت دماؤهم ولم يترددوا لحظة واحدة فى الوقوف فى وجه السيارات المصفحة ورشاشات المياة والرصاصات الحية والمطاطية والعصى الفولاذية والقناصة الذين يصطادونهم من كل مكان، عاشوا ليال طويلة امتلأت بالخوف والفزع فى الشوارع، واجهوا الأهوال وعاهدوا الله على البقاء حتى النصر أو الشهادة!

لا تفسدوا كل ذلك بالله عليكم من أجل رزقكم ورزق أطفالكم، رزقك سيصلك أينما كنت، اعمل واجتهد كما أمرك الله، لا تتكاسل، ولكن إياك أن تقبل بالفساد أيا كانت صورته، أرجوك، بلدك تمر بمرحلة دقيقة من عمرها يعتمد فيها مصيرها على كل واحد منا، إذا أردت أن تراها أفضل بلاد العالم فاحرص أنت على أن تكون بأخلاقك واجتهادك من خير شعوب العالم، كن مثالا يُحتذى به فى العالم كله، فالكل بالفعل أصبح يرانا من القادة ولا يجب أن تتغير هذه الصورة أبدا..

ولكن مهلا، يخيل إلىّ أن أحدكم يسألنى: ما علاقة كل هذا بالتعديلات الدستورية بالله عليك؟

أقول، وبكل بساطة، أن هذا الاستفتاء مرآه صادقة لنفسك، لا تشارك فى بناء مصر وتحديد مصيرها إلا وأنت بالفعل مثالا مشرفا لشعب مصر، إذا كنت أنت قد تغيرت بعد الثورة، فاذهب لتغيير مصر، وإن كنت لا تزال كما أنت، لا تريد أن تتغير وترضى بمستنقع الفساد الذى غرقت فيه منذ أعوام فأرجوك ابق حيث أنت، مصر تحتاج لمن يدفعونها للخروج من قاع الأمم إلى القمة، هى إذن - بكل تأكيد - لا تحتاج إليك!!

وختاما، مصر خلال أيام قليلة ستمر بأول تجربة حقيقية لفعالية الثورة فى تغيير المفاهيم السلبية لهذا المجتمع، فإن كانت هذه الخطوة ناجحة فستكون كل الخطوات التالية على نفس الطريق إن شاء الله، وستتحرك مصر نحو الأفضل دوما، لذا فنرجو أن تكون كذلك ..

كلمتين من قلبى يا مصر

بين وجوه الناس فى الجاية والرايحة

دورت بعينى اشوف منين ألاقى فرحة

وهتيجى منين فرحتى وسط ناس نايمين

على قوت عيالهم ورزقهم يوم بيوم دايرين

لو قلتلهم مصيبة هيقولولى دى نايبة

متكبرش الأمور عايزين حياة هادية

طب والمرتشى والحرامى .. دول رئيس ووزير؟؟

يعنى مهما قلنا .. مفيش أى تغيير

ويبصولى نظرة طويلة .. انت عامل فيها كبير عيلة؟!

روح شوفلك حاجة تعملها .. يا تقفل على دى سيرة

وبين اخواتى واصحابى وحبايبى .. على قلب واحد ومغنى حزاينى

قعدنا نحسب .. نجيبها يمين نجيبها شمال.. نخرج عليهم، ولا البخت مال؟

ليه منقولش لا ولو مرة؟! .. نسيبنا م الجرة ونطلع لبرة

مش هكون سلبى ولا خسيس وجبان .. همسح الظلم من بنى الانسان

ويومها ضربونا .. أهانونا شتمونا .. جرحونا قتلونا

وزاد اصرارنا وعرفنا .. للصمود عنوان!

ولأن الظلم صورة مرسومة فى الأذهان .. ولأن الناس داقوا المر وياما شعبى اتهان

قالولنا ارجعوا.. رجالة مصر انتهوا من زمان!

ومحدش فينا فكر يرجع .. وصرخنا مين مع الحق ومين هيركع

لقينا زئير أسود بتقول معاكم .. نرج الأرض بالتكبير وأرواحنا فداكم

وكسرنا قيود الذل .. حررنا بلدنا من الظلم من الطغيان

كسبنا احترام الكل .. باركولنا بكل اللغات والألسان

هى دى بلدى .. مصر اللى أعرفها من آلاف السنين

مصر اللى عشت بتمنى أشوفها .. مصر اللى ملتنى شوق وحنين

النهاردة رفعت راسى .. خلاص مفيش تمييز

وسط أمريكى وإيطالى .. حتى الإنجليز

رفعت راسى وقلت عشتى يا بلدى حرة

دة انتى عندى غالية جدا .. انتى عندى اغلى درة

كلمتين من قلبى ليكى أرد بيهم أى جميل

دلوقت بس يا بلدى هقول .. إن مفيش زيك مثيل!!

**********************

بقلمى

ماذا فعلت؟ بقلم: كارمــن و محمد فخرى

شرد ذهنى ووضعت ذقنى على راحة يدى وأنا أتطلع إلى تلك الشاشة الطويلة التى تحمل كل ما نشرت عبر شبكة الإنترنت خلال شهر مضى..

سألت نفسى فى دهشة: هل حقا استطعت أن تنشر كل ذلك؟ كم قضيت من وقت أمام الشاشة تستمع إلى حوار جذاب أو تعلق على مقطع فيديو مثير للاهتمام أو تقرأ مقالة طويلة ثم تمل منها وتخرج لتعود إلى نفس هذه الصفحة التى تراقبها الآن؟
عدت أستخدم الكيبورد للنزول ببطء شديد عبر ملفى الشخصى لأسترجع كل ما نشرته، وتملكتنى الدهشة عندما قضيت نصف ساعة كاملة دون أن أستكمل ربع الصفحة..

الغريب أننى لا أتذكر كم مرة وقفت وقفة حساب مع نفسى لأسألها: هل ما أكتبه من كلمات، ما أضعه من صور، ما أنشره من مقاطع فيديو، ما أنضم إليه من مجموعات وصفحات، سيحاسبنى الله على كل منها بمنتهى الدقة؟

هل توقفت مرة واحدة قبل أن أنشر أى منها كى أتوقع كل ما يمكن أن ينتج عن تصرفى هذا؟ كم شخص يمكن أن يتأثر إيجابيا أو سلبيا، ولكى أتوقع حجم التأثير الذى تجلى واضحا فيما فعلته انتفاضة الشباب المصرية فى 25 يناير؟

استغرقت في التفكير وقتا طويلا مضي دون ان اشعر به وعيناي تتنقل ببطئ وشرود بين صورة هنا وخبر هناك ولا زالت التساؤلات تحاصر عقلي من كل صوب وكأنما قد قررت ان احاسب نفسي كل مافعلته فيما مضي في هذه اللحظة

اعاتب نفسي عن كل كلمة كتبتها وكل صفحة اشتركت بها دون هدف او جدوي تذكر , لست ادري لمَ اليوم بالتحديد ولماذا جلست اتذكر جميع ما مر بي من دقائق وثواني علي شبكة الانترنت

كنت اسمع في صباي مايحكونه عنها وعن انها سلاح ذو حدين وكنت اردد دائما فيما يسمح به سني الصغير انها مجرد لعبة لا تتجاوز كونها وسيلة للترفيه والتسلية

وحينما اصبحت شابا ترسخت تلك الفكرة في رأسي أكثر وأكثر , انها مجرد لعبة

فلم اكن اتوقف في لحظة كي اتسآئل عن نتيجة ما افعله وتأثيره علي نفسي وعلي الاخرين

عدت اجوب الشاشة بأكملها بعيناي متنقلا بين صفحة واخري
حتي جاءتني دعوة من احدي الصفحات

ورحت اتردد بين القبول والرفض تارة تسيطر علي فطرتي وقناعتي طوال هذه السنوات انها ليست اكثر من لعبة وتارة اخري تسيطر علي تلك الافكار التي لست ادري لماذا غزت عقلي الان

ابتسمت ابتسامة باهتة فها هو ذا اختبار من القدر كي اختبر به ارادتي

ولكن لا .... لقد انتهي عهدي القديم من اللامبالاة والتسلية
ضغطت زر الرفض وقد شعرت بالارتياح لذلك التصرف ورحت اقلب في جميع صفحاتي حتي القي بكل شئ فعلته دون جدوي في سلة مهملاتي ......

عزيزتي !!

لماذا هذه المرة أقبل بما كنت دوما أرفضه !
لماذا هذه المرة لم أعد أتحمل ما كنت دوما أتحمله !

يقولون: عزيزتي..
يقولونها ببساطة .. وكأنهم لا يفهمون معناها .. يقولونها بهدوء ويغرقونها وسط بحار هائلة من المدح ..
يمزجونها بسياق الكلام .. يفهمون أن رومانسيتهم التى يرسمونها قناعا زائفا تسمح لهم بأن يقولونها ..

عزيزتهم!!
أين إذن عزيزتى أنا؟؟

هل لأنها هادئة بسيطة تتعامل معهم كما تعودت أن تتعامل مع كل الناس؟
هذا لأنها - يقينا - لن تصرخ وتعلن أنها لم تكن أبدا عزيزتهم؟؟

هل لأننى ظللت صامت .. هل لأننى لا أقولها .. لا أصرخ بكل قوتى .. لا أردد نفس كلمتهم
عزيزتي..

ماذا تعرفون أنتم عن الاعتزاز؟ بل ماذا تفهمون عن الحب؟؟ بل من أنتم لتتجرؤوا فتنطقونها؟؟؟

لا أحد منكم يعرف معناها .. لا أحد منكم يقدر خطورتها ..

ولكن من ألوم؟!
أألومها ؟!
كيف تلومها وأنت تعلم أنها لا تريد ذلك .. وأنت تعلم أنها حبيبتك أنت فقط دون باقى البشر ..

أألوم المكان الذى جمعها يوما بهم؟!
نعم .. ولِمَ لا ألومه وهو يحمل فى كل ركن من أركانه وردة ملونة جميلة .. قلوب .. موسيقى هادئة ..
يحمل آلاف من عبارات الحب والهيام .. ومئات من قصص العشق والهوى ..
يحمل ما يجعل مثل هذه الكلمة هى أبسط ضريبة يدفعها قلبى.. فأنا من يدفع الثمن فى النهاية..

عزيزتي..
ولِمّ لا يقولونها؟؟
أليست كاتبة مميزة وهبها الله موهبة لا تتكرر فصاغت كلمات الحب وأبدعت أروع قصص العشق والهيام؟؟
أليست هى من قبلت بهذه الكلمة ورحبت بها فكرروها مرات ومرات؟؟
وفى كل مرة .. يدفع قلبى الثمن ..

أألوم قلبى الذى يصرخ دون توقف وينزف بلا انقطاع؟؟
كيف ألومه وقد أحبها فعشقها حتى النخاع..

إنه مجرد ضحية .. مثلى تماما .. لا يملك إلا أن ينجرح لجرحها وأن يفرح لفرحها ..

ماذا أفعل إذن؟!
لا شىء .. أنت عاجز عن فعل أى شيء ..
هذا هو ما أشعر به تماما..

أسوأ مشاعر العجز والضعف والغضب والمرارة ..
وعلى شفتيّ أرسم ابتسامة .. ابتسامة تقول لها : أنا بجوارك .. وسأظل جوارك .. فلا تقلقى

أسمع نفسى تقول لى : تستطيع أن تفعل الكثير ..
بل تستطيع أن تفعل كل شىء ..
لِمَ لا تفصل بينها وبينهم إلى الأبد فلا تكون إلا لك؟؟

ولكن ما هذه الأنانية المفرطة اللعينة!
من أنا حتى أفعل ذلك؟

أنت مجرد محب
أنت مجرد عاشق
أنت مجرد قلب يتمزق ..

أنت لا شىء إذن!!

يعود عقلى فيسيطر علىّ .. تهدأ نفسى .. أفكر بروية .. وأبتسم ..
لو لم تبتسم لانفجرت حزنا ولأصابك الاكتئاب حتى يقضى عليك ..
ابتسم ..

إياك أن تظن أنها ببعدها عن الجميع ستزداد اقترابا منك ..
ولو بلغ حبها لك السماء .. ولو تجاوز عشقها لك حدود الكون ففاض إلى ما لا نهاية ..
فى النهاية لن تتحمل أبدا ..
وستخسرها ، وتخسر نفسك ، وتخسر كل شىء ..

اهدأ إذن ..
داوى جراح قلبك بالابتسامة ..
تحمل .. وتحمل .. وتحمل ..
تحمل ولو إلى ما لا نهاية ..

على قدر حبك لها .. تحمل من أجلها ..
أنت مضطر لهذا !
لا خيار أمامك .. الحياة لم تدع الاختيار لك أو لها ..

لم تدع اختيارا .. أبدا !!