مملكة الإبداع

إنها مملكة أهديها إلى أعز الناس، وأحب الناس، وأغلى الناس، فهي من أرشدتني إلى إنشائها وإليها أهدي كل الكلمات..

ماذا فعلت؟ بقلم: كارمــن و محمد فخرى

شرد ذهنى ووضعت ذقنى على راحة يدى وأنا أتطلع إلى تلك الشاشة الطويلة التى تحمل كل ما نشرت عبر شبكة الإنترنت خلال شهر مضى..

سألت نفسى فى دهشة: هل حقا استطعت أن تنشر كل ذلك؟ كم قضيت من وقت أمام الشاشة تستمع إلى حوار جذاب أو تعلق على مقطع فيديو مثير للاهتمام أو تقرأ مقالة طويلة ثم تمل منها وتخرج لتعود إلى نفس هذه الصفحة التى تراقبها الآن؟
عدت أستخدم الكيبورد للنزول ببطء شديد عبر ملفى الشخصى لأسترجع كل ما نشرته، وتملكتنى الدهشة عندما قضيت نصف ساعة كاملة دون أن أستكمل ربع الصفحة..

الغريب أننى لا أتذكر كم مرة وقفت وقفة حساب مع نفسى لأسألها: هل ما أكتبه من كلمات، ما أضعه من صور، ما أنشره من مقاطع فيديو، ما أنضم إليه من مجموعات وصفحات، سيحاسبنى الله على كل منها بمنتهى الدقة؟

هل توقفت مرة واحدة قبل أن أنشر أى منها كى أتوقع كل ما يمكن أن ينتج عن تصرفى هذا؟ كم شخص يمكن أن يتأثر إيجابيا أو سلبيا، ولكى أتوقع حجم التأثير الذى تجلى واضحا فيما فعلته انتفاضة الشباب المصرية فى 25 يناير؟

استغرقت في التفكير وقتا طويلا مضي دون ان اشعر به وعيناي تتنقل ببطئ وشرود بين صورة هنا وخبر هناك ولا زالت التساؤلات تحاصر عقلي من كل صوب وكأنما قد قررت ان احاسب نفسي كل مافعلته فيما مضي في هذه اللحظة

اعاتب نفسي عن كل كلمة كتبتها وكل صفحة اشتركت بها دون هدف او جدوي تذكر , لست ادري لمَ اليوم بالتحديد ولماذا جلست اتذكر جميع ما مر بي من دقائق وثواني علي شبكة الانترنت

كنت اسمع في صباي مايحكونه عنها وعن انها سلاح ذو حدين وكنت اردد دائما فيما يسمح به سني الصغير انها مجرد لعبة لا تتجاوز كونها وسيلة للترفيه والتسلية

وحينما اصبحت شابا ترسخت تلك الفكرة في رأسي أكثر وأكثر , انها مجرد لعبة

فلم اكن اتوقف في لحظة كي اتسآئل عن نتيجة ما افعله وتأثيره علي نفسي وعلي الاخرين

عدت اجوب الشاشة بأكملها بعيناي متنقلا بين صفحة واخري
حتي جاءتني دعوة من احدي الصفحات

ورحت اتردد بين القبول والرفض تارة تسيطر علي فطرتي وقناعتي طوال هذه السنوات انها ليست اكثر من لعبة وتارة اخري تسيطر علي تلك الافكار التي لست ادري لماذا غزت عقلي الان

ابتسمت ابتسامة باهتة فها هو ذا اختبار من القدر كي اختبر به ارادتي

ولكن لا .... لقد انتهي عهدي القديم من اللامبالاة والتسلية
ضغطت زر الرفض وقد شعرت بالارتياح لذلك التصرف ورحت اقلب في جميع صفحاتي حتي القي بكل شئ فعلته دون جدوي في سلة مهملاتي ......

2 التعليقات:

السلام عليكم ،

تذكرة رائعة ،
بوركت أقلامكم ..

في انتظار المزيد ،
دمتم بكل الخير ..

 

مرة اخري وليست اخيرة استمتع بعمل مشترك مع قلم اقدره واحترمه الي ابعد الحدود
فكرة رائعة يادكتور وهدف سامي واسلوب جعلني استرسل بسهولة ويسر
خالص احترامي لك ولقلمك

 

إرسال تعليق