مملكة الإبداع

إنها مملكة أهديها إلى أعز الناس، وأحب الناس، وأغلى الناس، فهي من أرشدتني إلى إنشائها وإليها أهدي كل الكلمات..

أريده كحمزة !!

البارحة.. بعد صلاة العصر مباشرة.. جلست أتصفح الانترنت كعادتي لفترة حتى انشغلت واستغرقت تماما فيما أفعل حتى لاحظت صديقي الأمريكي (جوني) أونلاين على الياهو ولم أكن أراه متاحا منذ فترة طويلة، فتحدثت معه:

- مرحبا (جوني) .. لم أرك منذ فترة

- مرحبا فخري .. نعم معك حق

- أتمنى أن تكون بخير

- وأنت أيضا يا صديقي

- ماذا تفعل الآن؟

- أقرأ كتابا.. كتاب ممتع للغاية

- هذا رائع .. حسنا يمكنني أن أذهب حتى تنتهي منه

- كلا.. لم أتحدث إليك منذ فترة.. كيف حالك يا صديقي؟

- بخير حال.. وأظن أن لدي هدية لك هذه المرة أكثر متعة من الكتاب

- هدية؟!

- نعم.. فيلم ممتع جدا باللغة الانجليزية.. أرشحه لك

- عن ماذا يتحدث؟

- إنه فيلم تاريخي .. يحكي قصة الإسلام منذ ظهوره

- الإسلام؟؟

- نعم

- هل .. هل يمكننا أن نؤجل هذا الأمر؟ لا أظن أنه ..

- (جوني) .. هل تظن أنني أريد بك الشر؟

- كلا

- لِمَ لا تجرب إذن .. اعتبره إضافة إلى معلوماتك .. يجب أن تعلم ما يدور حولك .. سيكون شيئا ممتعا لو فهمت الاسلام كما هو دون تحريف من قوم لا يفهمونه.. هذا الفيلم يعرض لك كل المعلومات اللازمة عنه وبمنتهى الأمانة

- أرى ذلك

- هيا يا (جوني) لا تتردد.. أنا أعلم أن سرعة الانترنت عندك لا تقل عن 2 ميجا .. لن يستغرق تنزيل الفيلم طويلا.. بالتوفيق

- حسنا يا صديقي .. سأتحدث إليك ليلا .. اتفقنا؟

- اتفقنا

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

كنت جالسا ليلا أتصفح موقع (على بابا) التجاري الشهير حينما فوجئت بـ (جوني) يتحدث إليّ قائلا:

- محمد ..

ارتفع حاجباي حتى قمة رأسي فهو لم يخاطبني باسمي من قبل مطلقا بل كان دوما يختار اسم (فخري) فأجبته بسرعة:

- مرحبا يا صديقي .. كيف حالك؟

- بخير حال .. لقد شاهدت الفيلم

لم أستطع منع دقات قلبي من الخفقان في شدة وأنا أسأله:

- وماذا ترى يا صديقي؟

- لا أعلم .. إنه رائع .. ولكن..

- ولكن ماذا يا عزيزي؟

- إنهم أشخاص مكافحون .. لهم رسالة ويناضلون من أجلها.. ولقد واجهوا في سبيلها الكثير من المتاعب

ظللت صامتا لكي يفرغ كل ما بجعبته وهو يتابع:

- أشعر الآن أنني أفضل اسم (محمد) على اسمك (فخري)

- كلاهما اسمي يا صديقي فأنا (محمد فخري)

- هل تعلم .. لكم أتمنى أن يكون (ماريو) مثلهم .. أريده كحمزة!!

التزمت الصمت لكي أمنحه الفرصة للتفكير.. كنت أعلم أن (ماريو) هو ابنه الذي يتمنى أن ينجبه من صديقته (الجيرل فريند) التي حدثني عنها يوما فقلت في هدوء:

- (جوني) .. (حمزة) لم يكن ابنا لعلاقة محرمة بل كان سيد الشهداء .. لو كنت تريد ابنك كـ (حمزة) .. فاحرص على أن تحسن أخلاقك إلى مستواه .. وأن تبتعد عن العلاقات المحرمة

- الأمر صعب .. أنت لا تعلم ماذا تمثل (جيسيكا) بالنسبة لي

- أنا لا أريدك أن تخسر حياتك .. ولكنك الآن عرفت أن الإسلام هو دين الأخلاق.. وتمنيت بنفسك أن تصل إلى مستوى أخلاقه.. فلِمَ لا تعتنقه يا (جوني)؟

- أعتنقه !!

- نعم يا صديقي .. أنا أدعوك إلى الإسلام.. وسأرسل لك رابطا للمصحف المترجم مع التفسير الكامل.. ورابطا آخر لسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لتقرأها بعد أن شاهدتها

- ولكنني سأخسرهم!

- ستكسب ربك ودينك.. ستكسب الحق والصواب.. وربما تكون سببا في هداية آخرين

- سأخسر (جيسيكا)

- وماذا في هذا؟؟

- إنني أحبها !

- إذن ادعها إلى مشاهدة الفيلم وقراءة القرآن .. شجعها على الاقتراب وتغيير حياتها نحو الأفضل .. هل تقبل أن تظل غارقا معها في الحرام وتنجب ولدا بعيدا عن الأخلاق الفروسية الإسلامية الرائعة؟

- لا أريد ذلك

- ماذا تنتظر إذن يا صديقي؟

ساد الصمت فعلمت أنه يفكر.. عدت أقول:

- غدا أقول لك يا أخي.. أخي الحبيب في الاسلام

ابتسم وكنت أعلم أنه شديد التوتر فهو يمر بقرار سيقلب حياته رأسا على عقب.. أنهيت الحوار ثم استندت إلى مقعدي مرة أخرى وأنا أقول في عمق:

- ثبته يا إلهي وساعدني على البقاء إلى جواره .. يا رب !

3 التعليقات:

مـا شـاء الله يا دكتور ..
بارك الله فيك وجعل عملك في ميزان حسناتك إن شاء الله ..

جزاك الله خيراً.
خالص احترامي .

 

بارك الله فيكم وجزانا وإياكم

وهدانا جميعا إلى ما يحبه ويرضاه

تحياتي ،،

 

السلام عليكم

قصة رائعة وواقعية دكتور
صياغة ووصف وتشبيهات
هدف رائع وسامي
حقيقة عودة قوية يادكتور
جزاك الله خيرا
خالص احترامي

 

إرسال تعليق