مملكة الإبداع

إنها مملكة أهديها إلى أعز الناس، وأحب الناس، وأغلى الناس، فهي من أرشدتني إلى إنشائها وإليها أهدي كل الكلمات..

الحلقة الأولى من سلسلة "تأملات".. لماذا تمر علامات الساعة الصغرى أمامنا ببساطة؟؟

اليوم بإذن الله أبدأ أولى حلقات سلسلة جديدة تحمل اسم:
تأمــــلات
وفيها بإذن الله أتناول بعض الموضوعات الحياتية الشاملة لمختلف المجالات.. الاجتماعية والدينية والرياضية وغيرها..
وهذه هي الحلقة الأولى التي تحمل اسم
لماذا تمر علامات الساعة الصغرى أمامنا ببساطة؟؟

***

من الثابت والمعروف أن علامات الساعة الصغرى قد شارفت على الانتهاء، أو هي قد انتهت بالفعل، ولكن ما هي هذه العلامات بالضبط ولماذا لم يشعر الناس بالخوف والرهبة عندما حدثت أمامهم بكل تفاصيلها؟؟

أولا: بعثة النبي صلى الله عليه وسلم
قال عليه أزكى الصلاة والسلام: "بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين" وقرن بين السبابة والوسطى.

على مر العصور والأزمان، وبتعاقب الأجيال كان كل جيل يروي للتالي هذا الحديث ويحذره، فهذا يعني أن الساعة قد اصبحت قريبة بمولد دين أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن لما طالت المدة وتعاقبت العقود والقرون أصبح كل جيل يتجاهل هذه الحقيقة، وخفت وقعها كثيرا في قلبه، فلم يعد يتذكر هذا الحديث أصلا إلا عدد محدود من كل جيل..

ثانيا: انشقاق القمر
حدث ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالفعل، وقال هو لقومه عندما حدث ذلك: "اشهدوا".
ومن جيل لجيل، ولأن هذه الأحداث لم تقع أمامهم، حدث كما حدث سابقا، وبدأ تأثير هذه القصة يخفت تدريجيا حتى صرنا نقول، نعم انشقاق القمر يدل أن الساعة اقتربت، ولكن ها قد مر ما يزيد عن ألف وربعمائة سنة بالفعل ولم تقم الساعة، فلعل المقصود بلفظ "اقتربت" ما يزيد عن ألفين أو ثلاثة آلاف عام وهذا لا يعني إذن أنها بمقاييس زمن البشر الذين لا يزيد متوسط أعمارهم عن ستين عاما قد اقتربت بالفعل.

ثالثا: موته صلى الله عليه وسلم
وهذه العلامة كسابقتيها تماما

رابعا: فتح بيت المقدس
حدث ذلك في عهد عمر رضي الله عنه وأرضاه

خامسا: ظهور مدعي النبوة الكذابين الدجالين
وقد حدث ذلك قديما من "مسليمة" وغيره

سادسا: إسناد الأمر إلى غير أهله
كلما كانت هذه العلامة تحدث، كان الظلم يستبد بالجميع، وينتشر في بلاد الإسلام كالنار في الهشيم، ويسود الضعف في كل مكان، ولكن الله يجند جندا مخلصين من عباده على مر التاريخ كالخلفاء الصالحين ونور الدين وصلاح الدين وسيف الدين قطز وغيرهم من النجوم التي تتألق في سماء الإسلام..
وعندما يحدث ذلك كانت الأمور تعود إلى نصابها وتستقر مرة أخرى، فكلما ظن الناس أن إسناد الأمر إلى غير أهله سيستمر إلى الأبد حتى تقوم الساعة كان كل شيء ينتهي فينسى الناس..
وهكذا..
ولهذا فقد صار إسناد الأمر لغير أهله عاديا مع مرور الزمن، ولم يعد هذا يثير القلق أو الاندهاش لدى المسلمين..

سابعا: ظهور النساء الكاسيات العاريات
حدث هذا تدريجيا، فلم تمتلئ الشوارع بهن هكذا فجأة ولكن هذه قصة طويلة استطاع بها أعداء الإسلام أن يجذبوا المرأة بعيدا عن العفة والشرف، ودفعوهن إلى كل ما يُغضِب الله تحت شعار الحرية والكرامة والمساواة..
ومع مرور الوقت، أخذت المرأة تحل محل الرجل في كل شيء، صوتها، كلامها، عملها، ملابسها، كل شيء,,
صار الصوت العالي الغليظ إحدى سمات المرأة، وربما أكثر من الرجل
صارت عورة المرأة - إلا من رحم ربي - هي آخر ما تهتم المرأة بالمحافظة عليه
خرجت لتعمل، فحلت محل الرجل في كل شيء، وشكل الشباب طابورا طويلا في الشوارع وعلى المقاهي، وانقلبت الدنيا كلها، تدريجيا ودون أن يستطيع أحد أن يعترض..
ارتدت النساء ملابس الرجال واصبحن نسخ منهم، وتخلين معظمهم عن العفة والشرف والأخلاق..

وبعد أن انقلبت الأحوال، لم يعد أحد يستطيع الاعتراض لأن هذا يحقق مصلحة ولاة الأمور ويدمر أخلاق الشباب ويقود الأمة إلى حتفها، ولا حول ولا قوة إلا بالله..

الحل الاوحد والوحيد الذي اراه: أن تعود المرأة العاملة إلى بيتها، لعلها تستعيد بعضا من أنوثتها ودورها الذي خلقها الله تعالى لأجله..

ثامنا: الربا والزنا والقتل
"هو أنا يعني ملاك يا عم؟؟ دة معلش يعني كل حتة بقت كدة.. هروح منهم فين؟؟"
هذا هو الرد الذي يقوله أي شاب إذا حدثناه عن الزنا.. يا بني.. إن العين تزني بالنظر، والنفس تزني بالتمني، فكل نظرة لأي امرأة هي جزء من الزنا..
وهذا العامل مترتب على ما قبله، فلو لم تنتشر النساء المتبرجات في كل مكان وكل شيء، لما انتشر الزنا بهذا الشكل
لذا فالمرأة هي ميزان المجتمع حقا، وهي السبب الأول في إفساده أو إصلاحه..

ضيق الظروف الاقتصادية، نتيجة طغي الحكام، وعدم العدل، الذي تم ذكره من قبل ايضا، أدى بالتالي إلى انتشار الربا والقتل في سبيل الحصول على المال..

وعلى رأي الشيخ حازم شومان:
"تفتح التلفزيون تلاقي واحدة طالعالك.. تفتح الجرنان تلاقي واحدة طالعالك.. تفتح الجهاز تلاقي واحدة طالعالك.. ناقص تفتح التلاجة تلاقي واحدة طالعالك"

إنا لله وإنا إليه راجعون

وهذه هي أهم عوامل ضرب الأمة في مقتل..

تاسعا: المعازف
والمقصود بها ما لا يفيد من الأغاني التافهة التي تثير المشاعر وتهيج الوجدان وتدعو إلى السفور والتبرج

وحاليا لا يخفى عليكم أيضا أن الأغاني صارت أكثر قيمة من العديد من الأمور الأهم، بل ارتبطت بالرقص والتبرج، وهذا هو الأخطر والأجل، لذا فمنعها أولى..

عندما ربط المؤلفون والمخرجون الأغاني بالعديد من المشاعر والاحتياجات البشرية التي تمر بنا كل يوم، لم يجد الناس حرجا من التعود عليها، فهم يرون بها أنفسهم، ويعيشون على أنغامها وإيقاعها، فإذا مرت بنا اي مشكلة أو موقف نجد - حتما - أغنية ما لكي تعبر عنه، حتى أنني أظن لو أصابت احدنا كحة أو التهاب بالحلق لوجد أغنية تتحدث عن ذلك!

وبهذا تدريجيا، لم يعد الناس يريدون الاستماع لمن يؤكد على خطورة الأمر، أو أنه يدل على اقتراب الساعة، أولا لأن إجلال الساعة في قلوب الناس لم يعد كما كان، ثانيا لأنهم أصلا قد تعلقوا بها ولا يجدون عيبا في الإصغاء لها ولا لمشاهدة ما يصاحبها من مجن وفجور..

عاشرا: السنون الخداعة
"يُصَدَّق فيها الكاذب، ويُكَذَّب فيها الصادق"
لماذ قال النبي هذه العبارة بكل هذه الدقة؟؟
تأمل معي كلمات الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى..
ما الذي سيؤدي بالوضع إلى هذا الشكل؟؟
كيف يمكن أن نستمع إلى الكاذب فنصدقه؟
لأنه ببساطة، صارت الغالبية العظمى كاذبة، والأقلية صادقة..
صار الحق غريبا بين الناس، فإذا سمعه الناس أنكروه، وإذا سمعوا الباطل صدقوه لأنه منتشر في كل مكان..

قديما في المرحلة الابتدائية، كان لي زميل عزيز، لكنه كان يكذب على كل زملائي، كان دائما ما يحكي لهم قصصا غير حقيقية، فكانوا يستمعون له بإجلال وتعظيم واحترام، على الرغم من أنهم قد يعلمون أنه يكذب.. ومشكلة هذا الولد كانت في أبيه الذي يكذب ايضا بصورة مستمرة فنقل عنه هذه الصفة القبيحة..
إنها أجيال تسلم أجيال راية الكذب وعدم الصدق.. حتى صارت الغالبية العظمى تحمل شعار الباطل.. فصار الصادق غريبا بين الناس وصار الكاذب حبيبا لهم..

هل رأيتم كيف انقلبت الموازين، وكيف عبرت كلمات النبي صلى الله عليه وسلم عنها بمنتهى البساطة؟

ختاما، لقد لخص أعظم الخلق صلى الله عليه وسلم أحوال هذا الزمن في حديثه الشريف الذي يقول:
"طوبى للغرباء" ..... "الذين يصلحون إذا فسد الناس"

فاللهم اجعلنا منهم.. واقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك.. واجعلنا ننتبه من غفلتنا قبل فوات الأوان.. ونفيق إلى علاماتك وما تنذرنا به إلى قرب حسابنا ونحن ننشغل بدنيا تافهة عديمة القيمة..

،،

4 التعليقات:

اللهم آمين وأجمعين ..

بارك الله فيك يا دكتور ,, وجزاك الله خيراً وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك ,,

فاللهم آمين يارب العالمين ..

وفقكم الله للخير دائماً ..

 

اللهم آمين يا باشمهندسة

بارك الله فيكم

ووفقنا جميعا إلى ما يحبه ويرضاه ،،

 

الله عليك يا دكتور
معاني تهز الكيان , حقا لما تمر علامات نهاية الحياة الدنيا امام عينينا ولازلنا نعبث في لهوها
اسلوب وافكار ومعاني رائعة في ثوب ادبي بسيط
جزاك الله خيرا وهداك وايانا للحق
خالص احترامي وتقديري

 

بارك الله فيكم ،،

وجزاكم كل خيـــر ،،

 

إرسال تعليق