مملكة الإبداع

إنها مملكة أهديها إلى أعز الناس، وأحب الناس، وأغلى الناس، فهي من أرشدتني إلى إنشائها وإليها أهدي كل الكلمات..

تكملة الفصل الرابع 3

(يا إلهي!)..
هتف (عمر) بهذه الكلمة في ذهول وهو يقف مع (أنجيل) أمام مقر السي آي إيه المحاط بأسوار عالية وأسلاك شائكة وكاميرات مراقبة تتحرك في كل الاتجاهات، فقالت هي في صرامة:
- سيطر على أعصابك يا (بيتر) حتى لا أفقد ثقتي بك.
ابتلع (عمر) ريقه وهو يقول في ارتباك:
- معذرة يا سيدتي.. ولكنني لم أرَ في حياتي مكانا كهذا.
تجاوز الاثنان البوابة الخارجية للمقر، والتقطت عينا (عمر) كل ما يمر به من تفاصيل..
عبرا معا ممرا طويلا على جانبيه غرف عديدة، ويمتلئ عن آخره بكاميرات المراقبة ورجال السي آي إيه..
وفي اعتداد، قالت (أنجيل) لـ (عمر):
- نحن الآن في مركز المقر تماما.. ولا تحاول أن تسألني عن طبيعة هذا المقر لأنني لن أخبرك.. لديك مهمة محددة يا (بيتر) وستعرف المعلومات المطلوبة فقط وليس أكثر.
أومأ برأسه في طاعة، فأشارت إليه وقالت:
- اتبعني.
انتقل الاثنان من ممر إلى ممر، ومن طابق إلى طابق، حتى وصلا إلى الجزء الغربي من المقر، فأشارت إلى بوابة كبيرة يحرسها خمسة رجال ويجاورها جهاز كمبيوتر وعدة كاميرات، وقالت لـ (عمر):
- هذا هو المدخل الغربي.
تحول عقل (عمر) إلى كمبيوتر وحاول تخزين كل ما يمر به من تفاصيل، خصوصا حينما انتقل إلى المدخل الشرقي، وفهم وسائل الأمن في المقر كله..
وفي أعماقه، تصاعد القلق والتوتر..
كل شيء يبدو محكما وحصينا..
كيف يمكن اختراق نظام كهذا؟؟
وفي النهاية، قادته (أنجيل) إلى ممر قصير ينتهى بباب مفتوح، يحرسه حاجز من أشعة الليزر التي تمتد بشكل عرضي، وقالت في فخر:
- هذا هو أهم مكان في المقر يا (بيتر).. خلف هذا الباب يوجد السر الذي جئت بك هنا لحمايته.. لو حاول أي إنسان عبور هذا الحاجز فسيتحول في لحظة واحدة إلى أشلاء.. ستنهمر عليه أشعة الليزر من كل جانب وستنطلق صافرات الإنذار في كل مكان.
وانعقد حاجبا (عمر) في شدة..
فهكذا، سيكون الوصول إلى (سبايدر) مستحيلا..
ولن يستطيع وحده أن يفعل شيئا..
أي شيء..

****

احمرت عيون رجال المخابرات المصرية وابيضت وجوههم وشعروا بإرهاق رهيب حينما امتد اجتماعهم المغلق مع مديرهم إلى ثلاثين ساعة متواصلة، لم يذق خلالها أحدهم طعم النوم ولو لحظة واحدة، وتعلقت قلوبهم بأخبار (فرجينيا) وما يحدث فيها..
كانت المناقشات قد دارت بشكل متواصل لأكثر من ستة ساعات، لذا فقد أصابهم جميعا خمول شديد وأصبحوا عاجزين عن التحدث أكثر من ذلك، فساد سكون تام في الاجتماع..
وفجأة، اقتحم مساعد المدير المكان في حماس، وهو يهتف:
- نجحت الخطة حتى الآن يا سيدي.
تألقت عينا المدير وعادت الحيوية إلى أجساد الجميع، والأول يهتف في لهفة:
- ما آخر الأخبار؟
أجابه المساعد في سرعة:
- (عمر) أصبح الآن في مقر السي آي إيه نفسه، ولكنني أظن أن الوضع شديد التعقيد تماما، وأنه لن ينجح في الوصول إلى (سبايدر) وحده.
وتابع في قلق:
- إنه يحتاج إلى مساندة.
انعقد حاجبا المدير وقال في عمق:
- هناك أكثر من جهة تعرض علينا المشاركة في هذه العملية بالفعل، فالأمر لن يقتصر على مصر بأي حال إن شاء الله.
وكانت هذه العبارة الأخيرة تحمل الكثير من المعاني..

4 التعليقات:

حقاً يا إلهي ،،

الفصل الرابع أكثر من رائع ،

لست أدري .. لكن لا تكفيه الكلمات مديحاً ، ولا تكفي أيضاً كلماتي لوصفك مدى روعة قلمك ..

بارك الله في قلمك ،

دمت مبدعاً ..

تقبل مروري ؛

 

جزاكم الله خيرا يا باشمهندسة

لقد عبرت كلماتك القليلة عن كل ما يمكن أن يقال

أنارت المدونة بمرورك، ولا تحرمينني إياه

بارك الله فيكم ،،

 

طال غيابي وايضا اسفي وخسارتي يادكتور

اسمحلي ان اجمع تعليقي علي الاجزاء الماضية جميعها هنا

حقا ما عدت ادري هل اهين اليهود بكل تصرفاتهم الحقيرة أم اشيد بروعة تلك الصورة التي صورتها عن العرب

تسلسل احداث سريع ومنطقي ومبهر

تعارك عمر وكمال وخداعهم لرجال الموساد وانجيل نفسها

استشهداد كمال في سبيل منع تسريب اي معلومة

تنكر عمر بتلك البراعة واندساسه بين رجال انجيل

الوحدة العربية التي نتمني جميعا وجودها

حقيقة مبهرة بكل المقاييس

دمت مبدعا يا دكتور

خالص احترامي

 

بل خسرت المدونة تعليقاتك التي تزينها لهذه الفترة، ولكنها استعادت سعادتها فور مشاركتك فلا تحزني..

وبإذن الله سيحمل الجزء الأخير أحداثا تؤكد هذه الحقائق التي ذكرتينها، وسيحمل مفاجآت وأمور مذهلة..

تحياتي ،،

 

إرسال تعليق