مملكة الإبداع

إنها مملكة أهديها إلى أعز الناس، وأحب الناس، وأغلى الناس، فهي من أرشدتني إلى إنشائها وإليها أهدي كل الكلمات..

تكملة الفصل الثالث 2

انطلق (عمر) بسيارة (دافيد) نحو مطار تل أبيب مباشرة، في حين جلست (أنجيل) بجواره صامتة، ثم نظرت إليه وسألته فجأة في سخرية:
- من فعل بك هذا يا (دافيد)؟
صاح في حنق:
- لا تذكرينني به.. هذا القذر شوه وجهي إلى الأبد.
ضحكت في مرح وهي تقول مداعبة:
- لكنك أصبحت أكثر وسامة يا (دافيد).
ابتسم وهو يقول:
- هذه شهادة تقدير، عندما أنالها من فاتنة مثلِك.
ولكنها أكملت بكل سخرية الدنيا:
- لأن ملامحك السابقة كانت لا تُطاق.
عقد (عمر) حاجبيه متظاهرا بالغضب، في حين استغرقت هي في بحر من الضحك..
وعند الناصية التالية خفف (عمر) من سرعة السيارة وهو يقول في حنق:
- ولكنني أقسم بحائط المبكى أنني سأجعله يدفع الثمن، و..
وفجأة، انطلقت رصاصة صائبة من مكان ما، اخترقت إطار السيارة الأمامي، فانحرف (عمر) بالسيارة وأوقفها في صعوبة وهو يصيح:
- يا للشيطان !
ظهر (كمال) المتنكر في هيئة (عمر) فجأة أمامهما وهو يصوب إليهما مسدسه قائلا بلهجة آمرة:
- اخرجا من السيارة.. فورا.
خرج الاثنان في بطء، وصوب (كمال) مسدسه إلى (أنجيل) متابعا في صرامة:
- مرحبا بأفعى السي آي إيه الشهيرة.. دعيني أخمن.. (إس جى 22) توجد معك؛ لأنك لن تتركي (دافيد) يحملها وأنتِ برفقته.
وبكل صرامة الدنيا، هتف:
- امنحيني اياها وبسرعة قبل أن أزين رأسك برصاصة صغيرة.
ترددت (أنجيل) لحظة ثم أخرجت الخريطة وقالت في خبث:
- لِمَ لا تقترب وتأخذها بنفسك؟
هتف (كمال) في صرامة:
- ضعيها تحت قدميكِ ثم ابتعدي عنها تماما مع هذا الخرتيت.
اختطف (عمر) الخريطة فجأة من يد (أنجيل) وهتف في حدة وهو يواجه (كمال):
- حتى لو كنت (عمر المختار) وليس (عمر عبد اللطيف)!! لن تحصل عليها أبدا إلا فوق جثتي.
صوب (كمال) مسدسه إلى رأسه وصاح:
- امنحني الخريطة يا (دافيد) حتى لا تضطرني لقتلك.
صرخ (عمر):
- مستحيل.
وقفز جانبا فجأة وتدحرج على الأرض، ثم هب واقفا وانطلق يعدو مبتعدا، فأطلق (كمال) عدة رصاصات خلفه، وفكرت (أنجيل) في المقاومة، لكن (كمال) عاد يصوب مسدسه إليها وهو يصرخ:
- إياكِ أن تتحركي.
صاحت (أنجيل) محاولة إثارة توتره:
- سيفر (دافيد) بالخريطة ولن تحصل عليها يا (عمر).
تظاهر (كمال) بالتوتر وهو يغمغم:
- محال! سيعود إلى هنا حتما من أجل إنقاذِك.
أطلقت (أنجيل) ضحكة عالية مستفزة، ثم صاحت:
- أيها الغبي! يبدو أنك لا تعلم شيئا عن اليهود! إن المرء منهم لديه استعداد تام لقتل أبيه وأمه لو كان هذا مقابل حياته! لقد فقدت (إس جى 22) إلى الأبد.
صرخ (كمال):
- اخرسي.
لاحظت (أنجيل) بطرف عينها (عمر) وهو يعود إلى المكان ويتسلل من خلف السيارة فاتسعت ابتسامتها الساحرة وهي تقول لـ (كمال) في رقة:
- هل يمكنك أن تقتلني؟
صاح (كمال):
- لو لم يَعد هذا الوغد فورا، سأقتلك.
غمغمت في خبث وهي تحاول إخفاء (عمر) الذي يتسلل من خلف ظهرها:
- ستفقد الكثير إذا فعلت ذلك.
وفجأة ظهر (عمر) من خلفها، وقفز في رشاقة وهو يدفعها جانبا ويصوب مسدسه إلى (كمال) صارخا:
- احترسي.
وانطلقت رصاصتان صائبتان، أصابت إحداهما صدر (عمر) والأخرى بطن (كمال) لتنفجر الدماء من الرجلين، ويسقطان على الأرض في عنف..
ودون إضاعة لحظة واحدة، قفزت (أنجيل) نحو (عمر) الذي غمرته الدماء - التي لم تكن تعلم أنها مجرد سائل أحمر ناتج عن رصاصات مزيفة - وصاحت:
- لأول مرة أراك شهما يا (دافيد)! هيا.. أين الخريطة؟ أين هي؟؟
تظاهر (عمر) بالضعف والإعياء وهو يمد يده إلى جيبه ويخرج الخريطة، فاختطفتها منه (أنجيل) وصاحت في سعادة:
- كم أحبك يا (دافيد)!
وفي مهارة، قفزت داخل سيارتها وانطلقت مبتعدة وهي تكمل:
- لذا، فلتذهب إلى الجحيم..
ولم تكد السيارة تختفي عن الأنظار حتى اعتدل (عمر) وسجد على الأرض في خشوع وهو يردد:
- أشكرك يا إلهي.. أشكرك.
نهض (كمال) بدوره واتجه إليه وهو يسأله في لهفة:
- هل نجحت؟
أسرع (عمر) ينهض وجذبه بعيدا وهو يجيب في سعادة لم يستطع إخفاءها:
- الحمد لله.. هيا.. فلنبتعد من هنا.
وكان هذا يعني نهاية الجولة الأولى من المعركة..
وبنجاح تام..

0 التعليقات:

إرسال تعليق